بغدادُ والشُّعراءُ والصُوَرُ ___ ذَهَبُ الزمانِ وضَوعُهُ العَطِرُ
يا ألفَ لَيلةَ يا مُكَمّلَةَ الْـ ___ أَعْراس يَغسِلُ وجهَكِ القمرُ
بغداد هلْ مجدٌ ورائعةٌ ___ ما كان مِنكَ إليهِمَا سَفَرُ
أيّامَ أنتِ الفتحُ ملعَبُهُ ___ أنّى يحُطَّ جَناحَهُ المطَرُ
أنا جِئتُ مِن لبنان مِن وطنٍ ___ إنْ لاعَبَتْهُ الريحِ تنكسِرُ
صيفاً ولَونَ الثلج حمَّلني ___ وأرَقَّ ما يَنْدى بِهِ الزَّهَرُ
يا مَن يُواجِدُني ويُنكِرُني ___ حَذَراً وإنَّ طريقَنا الحَذَرُ
بَيني وبَينَك ليسَ مِن عَتَبٍ ___ حُيِّيتَ تُنكِرُني وتَعتَذِرُ
أنا لَوعةُ الشعراءِ غُربَتُهم ___ وشَجِيُّ ما نَظَموا وما نَثَروا
أنا حُبُّ أهلِ الأرض يَزرعُني ___ وَتَرٌ هُنا، ويشيلُ بِي وَتَرُ
عَيناكِ يا بغدادُ أُغنيةٌ ___ يَغْنَى الوُجودُ بِها ويُختَصَرُ
لم يُذكَر الأحرارُ في وطنٍ ___ إلّا وأهلُوكِ العُلى ذُكِروا