أيّام فخر الدين 1966

قدمت في بعلبك 1966.
تعتمد هذه المسرحية على أحداث حقيقية جرت في أوائل القرن السابع عشر.
العام هو 1618، وفخر الدين (نصري شمس الدين) عائد إلى لبنان بعد خمس سنوات في المنفى، ليقابله الناس باستقبال دافئ وحماسي. قال إنه عائد إلى لبنان بهدف سامٍ وحيد، وهو إعمار لبنان،
إعمار البيوت، القلاع، القصور، الطرق والجسور، وتشجيع الزراعة والتجارة. قدم الأهالي هدايا له عربون محبة ودعم، فرحاً بعودته. عطر الليل (فيروز) صبية من أنطلياس، اختيرت لتقدم له سيف ذهبي،
كما غنت له. تأثر فخر الدين بصوتها، وطلب منها أن تبقى إلى جانبه، وأن تستمر بالغناء لتجمع الناس على محبة لبنان من خلال أغانيها.
اجتمع فخر الدين بأمراء المناطق المختلفة في لبنان، وقال لهم أنهم إذا أرادوا لبنان حراً مستقلاً، عليهم الاعتماد على الله وعلى أنفسهم. طالبهم بالطاعة الكاملة والصادقة، وعيّنهم في مواقعهم. الكجك
أحمد عسكري عثماني نشأ في القصر، لم يكن راضياً عن الموقع الذي عيّن فيه، وطلب مكاناً أفضل، إلا أن فخر الدين لم يستجب لطلبه. استنكاراً لذلك، انقلب ضد فخر الدين، وبدأ يتآمر ليسقطه.
تآمر مع الأميرة منتهى، التي تنحدر من عائلة ذات نفوذ، والتي لم يعيرها فخر الدين الاهتمام، مما شكل سبباً لمعاداته أيضاً، لذلك خططا معاً لتأليب ناس البلد، والامبراطورية العثمانية ضد فخر الدين.
بدأت عطر الليل بالتجوال من ضيعة لضيعة، حاملة رسالة فخر الدين، ومبشرة بأفكاره.
بينما لم تنجح الرشوة كثيراً في شراء الناس، سمعت اسطنبول من الكجك أحمد وأرسلت وفداً إلى فخر الدين يحمل رسالة توليه السلطة العثمانية فيها لقب "سلطان البر" بالإضافة إلى حكم نابلس وعجلون.
بالمقابل، عليه أن يوقف جميع نشاطاته التعميرية والدبلوماسية في لبنان، لأنها تعتبر أعمالاً عدائية موجهة ضد السلطنة العثمانية.
قبل فخر الدين باللقب، لأنه كان لجده من قبله، لكنه رفض أوامر اسطنبول، فقد كان مصراً على بناء لبنان.
قرر الكجك أحمد أن يسافر إلى اسطنبول، لكي يعجّل بالحل العسكري لمشكلة لبنان. وسرعان ما وصلت أخبار قدوم جيش تركي مؤلف من مئة ألف جندي إلى لبنان، بينما لا يصل عدد
جيش فخر الدين إلى ربع جيشهم. استعد هذا الجيش للمعركة بشجاعة، وكان يحذوهم الأمل في أن يأتي الشتاء مبكراً لكي يسد الطرق الجبلية على الغزاة، ولكن هذا لم يحدث، فالشتاء تأخر على غير العادة.
خيّم القلق والخوف على عطر الليل، لكن فخر الدين قال لها: ليس مهماً ما قد يحصل، طالما أن البلاد قد تعمّرت. إلا أن طمأنة فخر الدين ووالدها لم تكن كافية لأن يهدأ روعها، فقد قررت أن تتبع
فخر الدين إلى مخبئه في إحدى كهوف جزّين.
استمرت الحرب حتى تمكّن الكجك أحمد من اكتشاف ملجأ فخر الدين وحوصر الكهف. عندها غيّر فخر الدين رأيه، فقد رفض الاستمرار في الحرب، لخوفه من تدمير ما كان قد عمّر. فعلى قدر
ما كان ينشده، ما كان يجب أن ينجز، أنجز، وما كان يجب أن يقال، قيل. تعمّر لبنان، وسيبقى إلى الأبد. أما هو (فخر الدين) فإنه زائل، هذا ما قاله. استسلم للعدو، ورحل رحيل الأبطال،
وعاشت قصة البطل للأبد، جنباً إلى جنب مع الوطن الذي ساهم ببنائه.