مِن أَينَ يا ذا الّذي اسْتَسْمَتَهُ أغصانُ ___ مِن أَينَ أنتَ فَداكَ السَّرو والبانُ
إنْ كُنتَ مِن غيرِ أهلي لا تمُرَّ بِنا ___ أو لا، فمَا ضاقَ بابنِ الجارِ جيرانُ
ومَن أنا لا تسلْ سمراءُ منبِتُها ___ في ملتقى ما التقَتْ شمسٌ وشُطآنُ
لي صخرةٌ عُلِّقَت بِالنَّجم أَسكُنُها ___ طارَت بِها الكُتُبُ قالَتْ تلكَ لُبنانُ
توزَّعَتْها هُمومُ المَجدِ فَهِيَ هوى ___ وَكرُ العُقابَينِ تَربَى فيهِ عُقبانِ
أهلي ويَغلُون، يغدو المَوتُ لُعبتَهُم ___ إذا تطلَّعَ صوبَ السَّفحِ عُدوانُ
مِن حَفنةٍ وشَذا أرزٍ كفايتُهُم ___ زُنودُهُم إنْ تَقِلَّ الأرضُ أوطانُ
هلْ جنَّةُ الله إلّا حيثُمَا هنِئَت ___ عيناك، كلُّ اتّساعٍ بعدُ بُهتانُ
هُنا على شاطِئٍ أو فوق عندَ رُبىً ___ تفتَّحَ الفِكرُ قُلتَ الفِكرُ نَيْسَانُ
كُنّا ونبقى لأنّا المؤمِنونَ بِهِ ___ وبعدُ فَلْيَسَعْ الأبطالَ مَيْدانُ